أجلت أغلب مديريات التربية على المستوى الوطني تسوية الوضعية المالية للأساتذة والمتعاقدين، على غرار المخلفات الناجمة عن الترقية والأجور المتأخرة لأشهر وسنوات ومختلف المنح الأخرى، فبعدما كان مقررا صبها قبل بداية رمضان، ستتأخر إلى ما بعد العيد، وهو الأمر الذي أحدث غليانا كبيرا وسط العمال المعنيين.
فقد أخلفت وزارة التربية الوطنية جميع وعودها القاضية بتسوية “عاجلة” لمستحقات موظفي قطاع التربية، سواء تعلق الأمر بالشطر الثاني من المخلفات المالية الناتجة عن الترقية، والتي كانت يُنتظر أن تصب في حساب جميع المستفيدين منها قبل نهاية شهر جوان المنصرم، أو الأجور المتأخرة لأشهر وسنوات لفئة الأساتذة المتعاقدين في قطاع التربية.
الأساتذة بين مطرقة المراقب المالي وازدواجية وزارة التربية
وحسبما علمته “الخبر”، فإن الولايات الشرقية هي الأكثر تضررا، رغم أن الظاهرة شملت أغلب الولايات، تقريبا، الأمر الذي أحدث غليانا وسط العمال والموظفين الذين تساءلوا حول السبب وراء إخلاف الوزارة لوعودها، في الوقت الذي أشرفوا فيه على تنظيم دورتين في امتحان نهاية التعليم الثانوي “البكالوريا”، دورتي ماي وجوان 2016.
ويأتي هذا بالرغم من وعود الوزارة بتسوية المخلفات المالية العالقة لجميع الموظفين في قطاع التربية قبل رمضان! وذلك لـ«ظروف اجتماعية متعلقة بحاجة العائلات الجزائرية لمصاريف خلال هذا الشهر وخلال عيد الفطر”، غير أن كلّ هذه الوُعود لم تُنفذ على أرض الواقع، حيث إن الأساتذة الذين تقرّر منح حُقوقهم “المدفوعة بالتقطير على 6 أشطر”! لن يستلموها في أغلب الولايات إلا بعد انقضاء العيد.
ويذكر أن وزارة التربية قد أقرت دفع المخلفات المالية الخاصة بالأساتذة والناجمة عن الترقية على 6 دفعات، فقد تأخر دفع الشطر الأول الذي كان مقررا قبل نهاية السنة الماضية بأشهر، إذ وعد مسؤولو الوزارة الوصيّة بدفع الشطر الثاني قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية، غير أن الوزارة عادت لتخلف وعدها، أما بالنسبة للأساتذة المتعاقدين فقدت وعدت الوزارة بصب الأجور المتأخرة في محاولة منها لامتصاص غضبهم بعد احتجاجهم ومطالبتهم بالإدماج المباشر وبصب الأجور العالقة.
وأجلت ولايات عديدة تسوية المخلفات المالية على غرار ڤالمة وتبسة والمسيلة وعنابة وبرج بوعريريج وغيرها، هذا بالإضافة إلى منحة الآداء التربوي التي تصب في أوقات مختلفة، على غرار عنابة وڤالمة وغيرهما.
من جهته قال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “إينباف”، الصادق دزيري، لـ«الخبر” إن تأخير صب مستحقات الأساتذة غير مقبول، خاصة وأن دفع الشطر الثاني تزامن مع شهر رمضان ومناسبة العيد وفصل الصيف، حيث إن الأساتذة، على غرار باقي العائلات الجزائرية، يحتاجون إلى مصاريف إضافية، مفيدا بأن الوزارة ملزمة باحترام مختلف التعهدات مع موظفي القطاع الممثلة في المحاضر الممضاة مع ممثليهم، وطالب بالكشف عن أسباب هذا التأخير في الكثير من الولايات!
المصدر: جريدة الخبر