أثمرت تهديدات الصيادلة بمقاطعة تسويق الأدوية الجنيسة المنتجة محليا، بتدخل الوزير الأول شخصيا، الذي أعطى توجيهات إلى كل من وزارتي التجارة والصحة وإصلاح المستشفيات لعقد لقاءات مستعجلة مع نقابة “السنابو” لحل إشكالية تدخل أعوان التجارة في نشاط الصيدلي.
أكد السيد منّاع صلاح الدين، الناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية للصيادلة، في اتصال جمعه بـ”الخبر”، أمس، بأن هيئته تلقت نهاية الأسبوع دعوتين منفصلتين لعقد لقاءات عمل مع مسؤولي وزارتي التجارة والصحة، بعد غد الاثنين، بناء على توجيهات من سلال الذي استنجدت به النقابة مؤخرا، لوضع حد للتعسف والتحرشات التي يتعرض لها صيادلة بعض الولايات، أبطالها أعوان فرق مديريات التجارة، فقد قررت النقابة تشكيل مجموعتين تضمان أعضاء المكتب الوطني لطرح وجهة نظر النقابة في الموضوع، باعتبار أن اللقاءين تم برمجتهما في توقيت واحد (العاشرة صباحا). وحسب المتحدث ذاته، فإن الصيادلة تلقوا بارتياح تدخل الوزير الأول في انتظار الفصل النهائي في مسألة التدخل “غير القانوني في عمل الصيدلي”، مضيفا بأن بعض مديريات التجارة تراجعت مؤخرا عن حملات التفتيش موضوع الاحتجاج، باستثناء ولاية قسنطينة التي يواصل مسؤولوها “تماديهم في تجاوز القانون”، الأمر الذي يفسر “تمسكنا بتنظيم حركة احتجاجية يوم الأربعاء المقبل بمشاركة جميع صيادلة الولاية”.
وتسجل هذه التطورات، في الوقت الذي لوّح فيه عشرة آلاف صيدلي بمقاطعة تسويق المنتجات المحلية من الأدوية عبر كل نقاط البيع الموزعة عبر الوطن، تنديدا منهم بالتحرشات التي استهدفت زملاءهم في قسنطينة وسطيف، بتوصيات من وزارة التجارة التي انتدبت فرق تفتيش تستفسرهم حول التحفيزات المالية التي يستفيدون منها بصفة قانونية في إطار تسويق الأدوية المنتجة محليا، الأمر الذي اعتبرته النقابة “تحرشا غير مبرر”، من منطلق أن نشاط الصيادلة خاضع لرقابة وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لوحدها، مطالبة قواعدها بعدم منح أعضاء هذه الفرق أي وثائق أو مستندات يطالبون بها.
وقد ذهبت النقابة بعيدا في تفسير هذه التحرشات، فقد اتهمت أطرافا مجهولة بالسعي وراء الدفاع عن مصالح لوبيات الدواء في الجزائر، التي استغلت الطلب الكبير على منتجاتها لتحقيق أرباح قياسية في السنوات القليلة الماضية مقابل امتيازات كبيرة، ففي غير مصلحة هذه الأخيرة استفاقة الإنتاج المحلي وتقويض النفقات التي تدفعها الخزينة العمومية لموردي الدواء بمعدل ملياري دولار سنويا.
المصدر: جريدة الخبر مارس 2015